
عقد المجلس الإقليمي لحزب الاستقلال بإقليم الفحص أنجرة دورته العادية لشهر أبريل 2025، أمس الأحد 20 أبريل، تحت شعار: “تقوية المسار الديمقراطي رهين بتخليق الحياة العامة”، برئاسة الأخ الدكتور عبد الجبارالراشدي عضو اللجنة التنفيذية ورئيس المجلس الوطني للحزب، كاتب االدولة المكلف بالإدماج الاجتماعي، وبحضور الأخ عبد الله الهيشو مفتش الحزب بالإقليم والأخ ربيع الخنشوف نائب المفتش والأخ عماد ادهيبات الكاتب الإقليمي للحزب بالنيابة، والأخ ادريس ساور المنصوري برلماني الحزب ورئيس جماعة البحراويين والأخ محمد السوسي النعيمي رئيس جماعة ملوسة، والأخ محمد المسياح رئيس جماعة جوامعة، والأخ محمد الشاط رئيس مجموعات الجماعات الترابية ” التآزر “، وأعضاء المجلس الوطني للحزب بالإقليم وكتاب الفروع ومناضلات ومناضلي الحزب.
وبعد التحية والترحاب بالحضور افتتح مفتش الحزب كلمته بقراءة في شعار الدورة الذي قال عنه أن قيادة الحزب برئاسة الأخ الأمين العام الدكتور نزار بركة لم تختره عبثا، بل له رسائل متعدد وواضحة، تهدف لاستكمال مسار الحزب في مواصلة الإصلاحات الاستراتيجية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمجتمعية والبيئية وغيرها، وذلك تحت القيادة الحكيمة والمتبصرة لجلالة الملك محمد السادس أيده الله ونصره، وشفاه وعافاه.
مذكرا أن تخليق الحياة العامة يعني أولًا محاربة الفساد بكل أشكاله، وترسيخ قيم النزاهة والاستحقاق، وتحصين الإدارة من الزبونية والمحسوبية. لأن المواطن الذي يرى المال العام يُهدر، سيفقد حماسه للمشاركة، وسيفقد ثقته في المؤسسات، مضيفا انه لا ديمقراطية بدون مسؤولين يتحلون بالأخلاق السياسية، ولا تنمية بدون إدارة نزيهة، ولا استقرار مؤسساتي بدون ثقافة محاسبة قوية.
كما ركز على أن الحزب بحاجة إلى نخبة سياسية تكون قدوة في السلوك، وإدارة عمومية تجعل من الشفافية ركيزتها الأساسية، ومجتمع مدني حي يراقب ويقترح، لأن الديمقراطية ليست مسارًا تقوده الدولة فقط، بل مسؤولية جماعية يشترك فيها الجميع.
مضيفا أيضا في كلمته أنه لتقوية المسار الديمقراطي، يجب أن نجعل من تخليق الحياة العامة أولويتنا الأولى، مؤكدا أن مفتشية الحزب تعلن عن استعدادها الكامل، الذي بدلته وستظل تبدله من تفاعل ودعم ومواكبة وتتبع لمختلف القضايا التنظيمية، من تجديد الهياكل والتنظيمات الموازية والروابط المهنية، وأن انخراط المفتشية الاقليمية في برنامج ” 2025 سنة التطوع ” جاء لإحياء ثقافة التطوع لدا المناضلات والمناضلين الاستقلاليين، وهو ليس مجرد تحرك لحظي أو تفاعل مناسباتي، وإنما هو تشخيص دقيق لعطب بنيوي أصاب العمل السياسي برمته، وقراءة متقدمة تنسجم مع الهوية النضالية للحزب، الذي ظل وفياً لمبادئه في خدمة الوطن، مدافعاً عن الحرية والاستقلال، ومساهما أساسيا في بناء دولة المؤسسات والحق والقانون، والبناء الديمقراطي والتنموي للبلاد.
ثم تلاه تقرير المكتب الإقليمي الذي قام بعرضه الأخ عماد ادهيبات الكاتب الإقليمي بالنيانة، والذي جدد تعبيره عن الموقف الثابت لحزب الاستقلال من القضية الفلسطينية، معلنًا دعمه اللامشروط لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ومنددًا بممارسات الاحتلال الإسرائيلي اللاشرعية.
وتطرق التقرير للوضع العام بإقليم الفحص أنجرة، الذي رغم موقعه الاستراتيجي وقربه من مشاريع وطنية كبرى كميناء طنجة المتوسط، لا يزال يعاني من تحديات تنموية واجتماعية صارخة، لعل أبرزها ضعف البنية التحتية، وغياب العدالة المجالية، والتفاوت في توزيع الخدمات الأساسية.
وسجل التقرير بأسف كبير استمرار تهميش شباب المنطقة من طرف الفاعلين الاقتصاديين بحجة “ضعف التكوين”، وهو مبرر غير مقبول، يعكس غياب إرادة حقيقية في الإدماج الاجتماعي ويزيد من تعميق أزمة الهجرة والبطالة.
كما عبّر التقرير عن قلقه من الحالة المزرية للمرافق الصحية بالإقليم، حيث تبقى المراكز الصحية غير قادرة على تلبية الحاجيات الأساسية للساكنة، مما يضطر المرضى إلى التنقل إلى مدن أخرى، في مشهد يمس بكرامة المواطن وحقه في العلاج.
وأشار التقرير كذلك إلى الإشكالات المرتبطة بالمقالع المنتشرة على تراب الإقليم، والتي لا تحترم دفاتر التحملات، وتخلف آثارًا بيئية سلبية، وتزيد من تدهور البنية التحتية، بالإضافة إلى تذمر الساكنة من غموض عمليات التحديد التي تباشرها المندوبية السامية للمياه والغابات، والتي مست أراضي سلالية وخاصة بطرق غير شفافة.
وفي المقابل، ثمن التقرير الدور الهام الذي تقوم به السلطة الإقليمية ومؤسسة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وما تبذله من جهود في مجال محاربة الفقر والهشاشة، وتعزيز الإدماج الاجتماعي، وفق مقاربة تشاركية تؤمن بالتنمية المستدامة كرافعة لتحسين ظروف عيش الساكنة.
ونوه التقرير بالدينامية التنظيمية التي يعيشها حزب الاستقلال تحت قيادة الأمين العام نزار بركة، مثمنًا الانفتاح على الكفاءات والنخب الجديدة، ومؤكدًا على ضرورة مواصلة النضال الميداني القريب من هموم المواطنات والمواطنين.
ليتم الانتقال إلى العرض السياسي الذي تقدم به الأخ الدكتور عبد الجبار الراشدي عضو اللجنة التنفيذية للحزب ورئيس المجلس الوطني، والذي أشاد في البداية بالتطورات المهمة التي احزتها المملكة في ملف الصحراء المغربية بفضل الدبلوماسية الحكيمة التي لعبها المغرب بقيادة جلالة الملك، كما ذكر بالإنجازات التي حققتها الحكومة في مجموعة من الأوراش الهامة التي تقلص الفوارق الاجتماعية وتستجيب للعدالة المجالية، منبها من شجع وتضارب بعض الجهات التي لا يهمها إلا مصالحها الشخصية ولو على حساب المواطنين، مستعرضا رؤية الحزب من داخل التحالف الحكومي وما حققه وزراء الحزب من موقع المسؤوليات التي يتحملونها.
ليتم فتح النقاش للمناضلات والمناضلين الذين قاموا بتقييم عمل الحزب على مستوى مجموعة من الملفات على مستوى الحكومي وأثره على المواطنين بالإقليم، رافعين التحدي بالوقوف بجانب المواطنين بالترافع والانتقاد البناء من أجل مغرب الكرامة والتنمية الستدامة، مسجلين مجموعة من الملاحظات والاقتراحات التي يجب أخدها بعين الاعتبار لتجويد عمل فريق الحزب داخل التحالف الحكومي.
وقد ساد النقاش في جو أخوي وجدي عرف الشفافية والوضوح وروح المسؤولية.
واختتم اللقاء برفع أكف الضراعة لله سبحانه وتعالى أن يحفظ جلالة الملك محمد السادس، ويقر عينية بولي عهده صاحب السمو الملكي مولاي الحسن، وأن يشد عضده بشقيقه الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.