
قال عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية، إن “نسخة هذه السنة من معرض جيتيكس أفريقيا تنعقد في سياق لحظة فارقة في تاريخنا المعاصر يمثلها تنامي حضور الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، الذي يمثل تحولا جذريا في جميع مناحي الحياة واقتصاداتنا ومؤسساتنا ومفاهيمنا الاجتماعية، ويطرح التساؤلات حول السيادة والحكامة والشغل والديمقراطية والعدالة”.
وأضاف أخنوش، ضمن كلمة مصورة جرى بثها ضمن افتتاح فعاليات النسخة الثالثة من معرض “جيتيكس أفريقيا”، اليوم الإثنين 14 أبريل، بمدينة مراكش، أن “المملكة المغربية تنخرط بفعالية كبرى في المنتديات الدولية للترافع من أجل ذكاء اصطناعي أخلاقي وشمولي ومنظم يحترم حقوق الإنسان وسرّية المعلومات والبيانات الشخصية وخدمة الصالح العالم في ظل تنامي مجموعة من الممارسات المشينة، على رأسها الهجمات السيبرانية”.
حيث ذكر في مداخلته أن هذا الأمر “يدفعنا من أجل التفكير الجماعي في آلية لتعزيز أمننا المعلوماتي وحماية منظومتنا من هذه التصرفات غير الأخلاقية”، موضحا أنه “خلال قمة العمل الأخيرة حول الذكاء الاصطناعي، عبّرت المملكة عن موقف واضح وأكدت أن أفريقيا لا يمكنها أن تظل مجرد حقل تجارب وإنما فاعلا ومقاولاً منتجاً”.
وزاد: “لقد اختار المغرب الرهان على الرقمنة منذ سنوات وجعلِها أولوية وطنية بفضل التوجيهات الملكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. هذه التوجيهات شكلت بوصلة لإطلاق الاستراتيجية الوطنية ‘المغرب الرقمي 2030’ التي تركّز على دعامتين أساسيتين؛ الأولى تتعلق بخلق إدارة رقمية في خدمة المواطن والمقاولة، في حين إن الثانية تهم خلق اقتصاد رقمي منتج للثروة ومحفز للابتكار والشغل”.
كما سجّل رئيس الحكومة ضمن كلمته أن “البلاد أطلقت عددا من الإصلاحات، أهمها إبرام اتفاقيات مع شركات رقمية عالمية من أجل تعزيز الرأسمال البشري الوطني وجلب الاستثمارات، فضلا عن إطلاق آليات يمكنها أن تتلاءم مع الشركات الناشئة وتعزيز عروض ترحيل الخدمات، خاصة في المجالات ذات القيمة المضافة العالية، ووضع إطار تنظيمي ملائم للابتكار، لا سيما تسهيل ولوج الشركات الناشئة إلى الصفقات العمومية”.
ويأتي هذا التصريح في ظل تزايد وتيرة الهجمات الإلكترونية التي استهدفت عدداً من المواقع والخدمات الرقمية خلال الأسابيع الأخيرة، ما أثار نقاشاً واسعاً حول جاهزية المغرب في مجال الأمن السيبراني.