عقد المكتبين الإقليميين لكل من النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام و الجامعة الوطنية لقطاع الصحة، أمس الأربعاء 16 غشت، اجتماعا موسعا، خصص لمتابعة المشاكل والاختلالات التي يعانيها المركز الإستشفائي الإقليمي لإنزكان، وكذا دراسة وضعية مستشفى انزكان أمام الإختلالات التدبيرية الكبيرة التي يعيشها، كما تم التوقف على استهداف الشغيلة الصحية و الإجهاز على مكتسباتها.
حيث أصدر المكتبين النقابيين بيانا عبرا فيه عن اعتزازهما بهذا التنسيق النقابي الإستراتيجي الجاد و بالثقة و المصداقية التي يحظى بها من طرف الشغيلة الصحية و الرأي العام عموما، مؤكدان على استمراريته و استئناف برنامجه النضالي في ظل لامبالاة الجهات المسؤولة.
كما تابع البيان أنه ورغم المجهودات الجبارة لنساء و رجال الصحة العاملين بالمستشفى و دورهم الكبير في تجاوز أزمة كورونا رغم شح الإمكانيات و محدودية الموارد المرصودة، إلا أن تضحياتهم لم تحظ بأي تقدير من طرف المسؤولين، بل قوبلت بالنكران و بفبركة الملفات التأديبية والإقتطاع من الأجور والحرمان من تعويضات كوفيد 19 و التنقيط السنوي المجحف في حق الأطر الجادة، وصولا إلى تقزيم التعويضات عن الحراسة و المداومة و الإستمرار في الإجهاز على ما تبقى من مكتسبات الشغيلة الصحية، معبران عن استياءهما من المحاولات البائسة لبعض الجهات المغرضة و الفاشلة للنيل من موظفي المركز الإستشفائي،و خصوصا فئة الصيادلة من خلال التشهير بهم بمعطيات مغلوطة عبر مواقع التواصل الإجتماعي وبعض الجرائد الإلكترونية.
وأكد البيان أن الأزمات و المشاكل المتفاقمة لهذا المرفق العام يرجع سببها إلى عدم اكتراث مدير المستشفى للدورية الوزارية المرتبطة بمأسسة الحوار الإجتماعي و لتوجيهات المديرية الجهوية للصحة و الحماية الإجتماعية بخصوص احترام برنامج الحوار الإجتماعي مع الفرقاء الإجتماعيين، وكذا انفراد إدارة المستشفى بتدبير الموارد البشرية و حركية الموظفين داخل المستشفى و إخضاع هذه العملية لأهواء المدير بعيدا عن أي مقاربة تشاركية و عن مبدأ المساواة، إضافة إلى عدم امتثال مدير المستشفى لتوصيات اللجنة الجهوية بخصوص المركز الإستشفائي الإقليمي لإنزكان الصادرة بتاريخ 2022/10/14 تحت رقم 4421 ، والمتضمنة لمجموعة من الإختلالات التدبيرية.
في مقابل هذا السخاء في التعاقد مع شركات المناولة و هدر ميزانية المستشفى في إصلاح مكتب المدير ، أكد البيان غياب أي صفقة من أجل اقتناء الأدوية و المستلزمات الأساسية و وسائل التشخيص الضرورية رغم الخصاص المهول و الكارثي الذي تعرفه مختلف الأقسام و المصالح ، وكذا عدم احترام الدورية الوزارية 10DHSA بتاريخ 2019/01/30 بخصوص طريقة اقتناء الأدوية و المواد الصيدلانية ، مما يعمق من أزمة تزويد مختلف المصالح بالادوية و المستلزمات الأساسية ، هذا بالإضافة إلى غياب مجموعة كبيرة من الكشوفات و التحاليل المخبرية الأساسية بقسم المختبر، مما يعقد من مهام مقدمي العلاج و يدفع المرتفقين نحو التوجة للمؤسسات الخصوصية لإجراء هذه التحاليل .
هذا، وقد ذكّر البيان بفضيحة سابقة تهم تلف كميات مهمة من الكواشف المخبرية التي تم اقتنائها بمبالغ مالية مهمة بسبب عدم توفير ظروف سليمة للتخزين، حيث تم تسليمها للصيدلية الإستشفائية دون أي سابق إنذار .
كما لاحظ المكتبين عدم إلتزام مدير المستشفى بالقيام بالإجراءات الضرورية لتحسين ظروف تخزين الأدوية و المستلزمات الطبية و تأهيل صيدلية المستشفى و ذلك بالرغم من توصيات اللجنة الإقليمية المختلطة التي زارت المستشفى بتاريخ 2022/10/07 و رغم مراسلات رئيس مصلحة الصيدلية الإستشفائية، وكذا افتقار قسم الأمراض النفسية لمجوعة كبيرة من الأدوية الضرورية، مع عدم احترام طاقته الإستيعابية، وفرض أنظمة عمل خاصة بالأطر التمريضية وفق تقسيم لا يراعي الخصاص في عدد الممرضين و جعل بعض الاجنحة بهذا القسم بدون طاقم تمريضي، مما يهدد بشكل مباشر سلامة نزلاء هذا القسم في مقابل عدم اكتراث الإدارة برسائل و شكايات المهنيين، و بالنظر إلى أهمية هذا الموضوع فإن التنسيق النقابي سيعد تقريرا مفصلا حول مشاكل هذا القسم سيتم رفعه للسيد وزير الصحة و الحماية الإجتماعية .
حيث تجدر الإشارة هنا، إلى أن التنسيق النقابي يدعو الجهات المسؤولة إلى انقاذ هذا المرفق الحيوي و محاسبة المسؤولين عن الإختلالات السالفة الذكر، و إلى تثمين العنصر البشري بشكل فعلي، كما يستنكر الأسلوب الجبان لبعض الجهات و لجوئها إلى التشهير بموظفي الصحة مطالبا الوزارة الوصية بفتح تحقيق عاجل في هذا الملف ورد الإعتبار للمهنيين و متابعة المتورطين في التلاعب بالسر المهني و تسريب معلومات مغلوطة من أجل تصفية حسابات ضيقة و ارضاء نزواتهم العابرة .