المغرب 7 – متابعة
أوردت يومية الصباح، خلال الأسبوع الماضي، مجموعة من العوامل التي تقف وراء الارتفاع الصاروخي لأسعار أضاحي العيد لهذه السنة، أبرزها تداعيات الجفاف، وغلاء العلف، وعزوف “الكسابة” وتعويضهم بـ “تجار محترفين”، إضافة إلى عادات المستهلك .
موسم الجفاف
تأثر قطاع تريبة الأغنام بشكل كبير بالجفاف، وقلة التساقطات، الأمر الذي نتجت عنه ندرة الكلأ وبالتالي تأثر بها القطيع وإنتاجيته، خصوصا في فصل الشتاء.
واضطر الكسابة إلى تعويض أزمة الكلأ الطبيعي بالأعلاف المركبة والمواد العلفية الأخرى المكلفة، ما زاد في تكلفة الكبش الواحد، الذي أصبح يلتهم حوالي 10 دراهم في اليوم على الأقل.
العلف… 5 دراهم «للكيلو»
شهدت أثمنة الأعلاف ارتفاعا صاروخيا، أرخى بظلاله على جميع أنشطة تربية المواشي، بما فيها أكباش العيد.
وحسب معطيات حصلت عليها “جريدة الصباح”، فإن ثمن الكيلوغرام الواحد للعلف تجاوز خمسة دراهم بالنسبة إلى المواد الأولية، كالشعير والذرة، فيما تجاوز هذا المبلغ بالنسبة إلى مواد أخرى مثل العلف المركب، و”الجلبانة”، بينما وصل إلى 7.5 دراهم في مواد أخرى مثل “السوجا”.
وارتفع ثمن التبن بدوره، إلى الضعف، بسبب الجفاف، علما أنه مادة أساسية في علف الأغنام.
ويفسر ارتفاع أسعار الأعلاف بتوالي سنوات الجفاف، وقلة التساقطات المطرية، وارتفاع أسعار النقل، إضافة إلى الأزمة العالمية الناجمة عن ارتفاع أثمنة البترول، ومشاكل ورادات الحبوب في السوق الأوكرانية.
عزوف “الكسابة”
فرضت مشاكل تربية المواشي، ومن بينها الأغنام، على عدد من الكسابة اعتزال المهنة، فيما يسير نشاط الفلاحة المعيشية نحو الانقراض، ليتم تعويضه تدريجيا بوحدات انتاجية مختصة، لكن أغلبها يواجه مصاعب كبيرة، بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج، وضعف أسعار البيع، بسبب ضعف القدرة الشرائية للمواطن.
يقول كساب ظل يمارس نشاط بيع أضحية العيد لسنوات، “هناك مشاكل، أصبحنا كما يقولون بين المطرقة والسندان، فمن جهة هناك ارتفاع أثمنة العلف وصعوبة الحصول على الخروف، ثم صعوبة إقناع المواطن، الذي مازال لا يصدق أنه لم يعد بمقدوره اقتناء الأضحية بألفي درهم”.
عادات المستهلك
تساهم بعض العادات في ارتفاع أثمنة العيد، وعدم الاستفادة من المنتوج الوطني الموجود في مختلف مناطق المملكة.
ومن بين هذه العادات، تفضيل فئات واسعة من المغاربة نوع “الصردي”، خصوصا في مناطق دكالة والشاوية والغرب والمدن الكبرى، في الوقت الذي يتوفر فيه المغرب على إنتاج محترم لأنواع أخرى لكبش العيد، مثل الضرعي والحمري، خصوصا في المناطق الجبلية والمناطق الرعوية، التي توفر الكلأ الطبيعي بنسبة كبيرة، ما يساهم في انخفاض تكلفة إنتاج أضحية العيد، التي يتم بيعها بأثمنة مقبولة.
تعليقات
0