EN FR
القائمة

مورسيا على صفيح ساخن: جريمة فردية تفتح الباب أمام صراع اجتماعي مع الجالية المغربية

Author Avatar

Maroc 7

الإثنين 14 يوليو 2025 - 12:30

تعيش مدينة توري باشيكو في إقليم مورسيا الإسباني حالة من التوتر والقلق في أعقاب حادث اعتداء تعرض له رجل مسن على يد مجموعة من الشبان يُعتقد أنهم من أصول مغربية. هذا الحادث، الذي أثار استياءً واسعًا في الشارع الإسباني، أدى إلى سلسلة من الردود الغاضبة التي تجاوزت نطاق الجريمة ذاتها.

بعد الاعتداء، بدأت تظهر سلسلة من الاعتداءات المتفرقة التي استهدفت أفرادًا من الجالية المغربية، بالإضافة إلى تهديدات ومحاولات تخريب ممتلكاتهم ومساجدهم في المنطقة. هذا التصعيد جعل القضية تأخذ أبعادًا اجتماعية وسياسية أكبر من مجرد حادث فردي.

ورغم أن الجالية المغربية في إسبانيا أدانت الحادث بشدة وأكدت أن هذا السلوك لا يعكس قيمها، إلا أن الأحداث التي تلت الحادث أثارت قلقًا بالغًا. فقد شهدت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تصاعدًا في الخطاب العنصري، مع دعوات تطالب بطرد المهاجرين وتحميلهم مسؤولية العديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.

في إطار هذه التوترات، تعرض أحد المساجد في المنطقة لهجوم تخريبي على واجهته، مما أعاد إلى الأذهان أحداث العنف الجماعي التي عرفتها مدينة إل إيخيدو في عام 2000، حيث تحولت جريمة فردية إلى موجة من الاستهداف للمهاجرين، وخصوصًا من أصول مغاربية.

وفي المقابل، أبدت الجالية المغربية في إسبانيا موقفًا واضحًا من هذه التطورات، حيث أكدت رفضها التام لأي شكل من أشكال العنف، وأعربت عن التزامها بالقانون والنظام العام. كما دعت إلى ضرورة عدم الانجرار وراء حملات التحريض الجماعي، التي قد تؤدي إلى مزيد من التفرقة.

هذا، وطالبت الجالية المغربية السلطات الإسبانية بتكثيف الجهود لضمان سلامة وأمن أفرادها وممتلكاتهم، مع التأكيد على ضرورة عدم السماح بانتشار الممارسات العنصرية التي تهدد التماسك الاجتماعي في البلاد.

مغاربة إسبانيا حذروا أيضًا من خطورة هذه التطورات، مشددين على أهمية التفرقة بين المسؤولية الفردية في الجرائم وبين الاستهداف الجماعي، مؤكدين أن هذا النوع من التصعيد يوفر بيئة خصبة لجهات اليمين المتطرف لاستغلال الأزمات الاجتماعية بهدف تعزيز الانقسامات داخل المجتمع الإسباني.

أضف تعليقك

الأحرف المتبقية - 1000/1000

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية ، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم .