EN FR
القائمة

فيديو عملية جراحية على وقع “الشعبي” يُفجّر موجة انتقادات بالمغرب

Author Avatar

Maroc 7

الثلاثاء 8 يوليو 2025 - 10:39

أشعل مقطع فيديو تم تداوله مؤخراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً واسعاً في المغرب، بعد أن وثق مشهداً غير مألوف من داخل غرفة عمليات يُقال إنها بأحد المستشفيات المغربية، الفيديو يُظهر طاقماً طبياً منهمكاً في إجراء عملية جراحية، بينما تعم الأجواء موسيقى شعبية صاخبة يرافقها بعض الحركات الراقصة من جانب أفراد الفريق.

الفيديو الذي نُشر على عدد من الصفحات الرقمية، أثار استياء شريحة كبيرة من المغاربة، إذ رأى كثيرون أن ما حدث يعكس نوعًا من الاستهتار بصحة المريض، مطالبين بفتح تحقيق رسمي قد يُفضي إلى اتخاذ إجراءات صارمة تصل إلى سحب رخصة مزاولة المهنة، في حال ثبت وجود إخلال بالتزامات المهنة الطبية.

وعبّر الكثير من الناس عن غضبهم، مشيرين إلى أن الرقص والمزاح داخل غرفة العمليات يُضعف التركيز ويُعرّض حياة المريض للخطر، فضلًا عن إساءته لصورة المنظومة الصحية برمّتها. وطالب الكثيرون بضرورة فرض رقابة مشددة على المؤسسات الطبية، وعدم التهاون مع أي سلوك يُخل بجوهر المهنة.

لكن، في المقابل، ظهرت أصوات تدافع عن الفريق الطبي، معتبرة تشغيل الموسيقى أثناء العمليات ممارسة منتشرة في عدد من المستشفيات العالمية، وتُستخدم لتحسين الجو النفسي للطبيب والمريض على حد سواء. معتبرين أن الاستماع للموسيقى في غرف العمليات أمر عادي جدًا في أوروبا وأمريكا، بل إن بعض الجراحين يتفقون مع مرضاهم مسبقًا على نوع الأغاني التي تُشغل أثناء العملية.

وفي خضم هذا الجدل، أعاد مؤيدو الطاقم الطبي نشر مقطع لطبيب فرنسي يشرح فيه فوائد الموسيقى داخل غرفة العمليات، قائلاً إنها تساعده على التركيز وتخفف التوتر، مشيرًا إلى أن الصمت المطلق لم يعد مناسبًا له أثناء أداء عمله. وأضاف أن اختياره لنوع الموسيقى يتغير حسب المزاج أو عبر تطبيقات الموسيقى، من الكلاسيك الفرنسي إلى الجاز والراب.

الجدل الدائر يعكس، في عمقه، صراعًا بين رؤيتين ثقافيتين؛ الأولى تقليدية تعتبر غرفة العمليات فضاءً صارمًا يجب أن يخلو من أي مظهر غير رسمي، والثانية أكثر انفتاحًا ترى أن تحسين الحالة النفسية للعاملين داخل غرفة العمليات، ولو عبر موسيقى “الشعبي”، لا يتعارض مع المهنية بل قد يعزز الأداء.

أضف تعليقك

الأحرف المتبقية - 1000/1000

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية ، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم .