EN FR
القائمة

إفران.. التأكيد على أهمية حفظ ورقمنة التراث الثقافي بالمغرب صونًا للذاكرة الوطنية

Author Avatar

Maroc 7

السبت 20 ديسمبر 2025 - 10:42

إفران 19 دجنبر 2025

 

حفظ ورقمنة التراث الثقافي بالمغرب كان في صلب مداخلات أكاديميين وباحثين، اليوم الجمعة بمدينة إفران، خلال ندوة علمية أكدت على الدور المحوري الذي يضطلع به التراث الثقافي في صون الذاكرة الوطنية، وتعزيز الهوية، وبناء مستقبل تنموي مستدام.

وجاء تنظيم هذه الندوة بمبادرة من جامعة الأخوين، تزامنًا مع إطلاق منصة رقمية جديدة تحمل اسم «أصوات الأطلس»، تحت شعار «مقاربات حديثة في تدبير ورقمنة التراث الثقافي بالمغرب: صون الذاكرة وبناء المستقبل»، وذلك بمشاركة ثلة من الباحثين والأكاديميين والمهتمين بالشأن الثقافي.

وفي هذا السياق، أوضحت الأستاذة بجامعة الأخوين، مريم السهلي، أن هذه الندوة تندرج في إطار تدشين منصة «أصوات الأطلس»، التي تهدف إلى توثيق الموروث الثقافي لمنطقة الأطلس، بما يزخر به من أدب شفوي وأشعار وحكايات وتاريخ محلي. وأكدت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المنصة تضم حوالي 30 مقابلة مع شخصيات وازنة من المنطقة، من أساتذة جامعيين وفلاحين وفنانين، قصد بناء مدونة معرفية تسلط الضوء على الأدب الشفوي المحلي.

وأضافت المتحدثة أن محاور هذه اللقاءات تناولت علاقة الإنسان بالماء والغابة والأرض في التقاليد المحلية، إلى جانب استحضار الذاكرة الجماعية لفترة الاستعمار، من خلال توثيق أشكال المقاومة التي خاضها رجال ونساء الأطلس ضد الاستعمار. كما جرى، بالمناسبة، تكريم أحد رموز المقاومة بالمنطقة، ويتعلق الأمر بالمقاوم الحاج العربي أعرارة، اعترافًا بمساره النضالي.

من جانبه، شدد الباحث في التراث الثقافي، عبد السلام أم رير، على أن التراث الثقافي غير المادي أصبح يحتل مكانة متزايدة في المجتمعات المعاصرة، إذ لم يعد مقتصرًا على الذاكرة والهوية، بل بات مرتبطًا بقضايا كبرى من قبيل التغيرات المناخية والتنمية المستدامة والقوة الناعمة. وأبرز أن جرد التراث يشكل مدخلًا أساسيًا لاكتشاف غناه وبلورة سياسات فعالة لحمايته والنهوض به.

كما دعا إلى أهمية جمع التراث وتوثيقه ورقمنته ونشره عبر منصات متخصصة، باعتبار الرقمنة أداة أساسية لضمان استمراريته ونقله إلى الأجيال القادمة.

بدوره، تناول الأستاذ محمد جودات، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط ورئيس المنظمة الدولية لحماية التراث، إشكالية صيانة الموروث الثقافي في ظل ما يتعرض له من محو ثقافي نتيجة هيمنة ثقافات عالمية، خاصة في الفضاء الرقمي. وأكد أن الثقافة الشفوية اضطلعت تاريخيًا بدور محوري في بناء القيم، غير أن التحولات الرقمية أضعفت هذا الدور، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للهوية الثقافية الوطنية.

ودعا جودات إلى اعتماد استراتيجيات أكاديمية حديثة وتنظير رقمي عملي يعيد للثقافة الوطنية رمزيتها، مع استثمار الإمكانات الرقمية في صون التراث وإعادة بناء هوية ثقافية منسجمة.

من جهتها، أبرزت مديرة فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بأزرو، ليلى المجيد، الترابط الوثيق بين الذاكرة الوطنية والذاكرة المكانية في فهم مسار المقاومة بالأطلس المتوسط، معتبرة أن هذه المنطقة شكلت أحد أبرز فضاءات النضال ضد الاستعمار الفرنسي. وأكدت أن الذاكرة الشفوية والمرويات المحلية تضطلع بدور أساسي في حفظ هذا التراث وتعزيز قيم الانتماء الوطني.

وفي السياق ذاته، شدد الأستاذ الباحث محمد اديوان على أهمية جمع التراث الشعبي بمختلف مكوناته، لاسيما الأمثال والحكايات، لما تحمله من دلالات تاريخية ورمزية، داعيًا إلى اعتماد منهجية علمية تقوم على الجمع الشامل قبل الانتقاء، مع الحفاظ على الخصوصية الثقافية.

ويأتي تنظيم هذه الندوة، حسب المنظمين، في سياق التحولات العميقة التي يشهدها مجال تدبير التراث الثقافي بالمغرب، وما يرافقها من تحديات معرفية وتكنولوجية، تفرض إعادة التفكير في آليات حفظ الذاكرة الجماعية وصون مكوناتها المادية واللامادية، وضمان استدامتها ونقلها للأجيال المقبلة.

أضف تعليقك

الأحرف المتبقية - 1000/1000

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية ، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم .