بمناسبة اليوم الوطني للإعلام والتواصل الذي يصادف الخامس عشر من نونبر من كل سنة، نظمت جمعية كاب طنجة للإعلام والتواصل، بتنسيق مع المكتب المركزي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان والشبكة الوطنية للشباب خريجي الجامعات والمعاهد للإعلام والتواصل، مائدة مستديرة مساء أمس الجمعة 14 نونبر 2025 بمركز خدمات الشباب بني مكادة طنجة، تحت عنوان: “نحو إعلام مغربي متسم بالمصداقية والحامل لقيم رسالية نبيلة”.
وقد جاء هذا اللقاء في سياق وطني متسارع التحولات، حيث يستعيد النقاش العمومي أسئلته حول واقع الإعلام وأدواره في بناء الثقة المجتمعية، وتحديات الممارسة المهنية، وأهمية استحضار القيم الأخلاقية والرسالية في الخطاب الإعلامي.
وقد شارك في هذا اللقاء الذي تم تسييره من طرف الأستاذ أشرف بوكنزير، ثلة من الوجوه الإعلامية والحقوقية، حيث قدم الأستاذ أحمد العمراني، الباحث في العلوم الإدارية والتنمية وعضو المكتب المركزي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، مداخلة ركز فيها على ضرورة إرساء حكامة إعلامية واضحة تقوم على المهنية والالتزام بالقوانين المؤطرة للمهنة، مؤكدا أن الممارسة الإعلام تتطلب وضوحا في التدبير، واحتراما لأخلاقيات المهنة، وربطا مستمرا بين المهمة الإعلامية وخدمة المصلحة العامة.
أما الإعلامي عبد الله أفتات، من موقع “لكم 2” والرئيس السابق للاتحاد المغربي للصحافة الإلكترونية، فقد توقف عند التحول المتسارع للفضاء الرقمي، وما يفرضه من مسؤولية مضاعفة على الصحافي الإلكتروني.
وأبرز أهمية التحقق الصارم من المعطيات قبل نشرها، وضرورة حماية الفضاء الإعلامي من الأخبار الزائفة والتشهير، مشيرا إلى أن المصداقية اليوم أصبحت رأس مال المؤسسات الإعلامية في ظل التنافس الكبير وسرعة تداول المحتوى.
وفي مداخلة ثالثة، أكد الأستاذ محمد أعبوت، الصحفي والناشط الحقوقي وأستاذ المعهد المتوسطي للصحافة، أن احترام الحقوق والحريات يجب أن يشكل جوهر العملية الإعلامية، وأن الصحافة الرصينة هي التي تجعل من كرامة الإنسان معيارا حاكما لكل محتواها. كما دعا إلى تكوين جيل جديد من الصحافيين الشباب القادرين على إنتاج خطاب يرتكز على الحقيقة، ويقطع مع الإثارة المجانية، ويجسد القيم الوطنية والإنسانية في آن واحد.
أما الأستاذ جلال طبطاب، مدير نشر موقع “مغرب 7” ورئيس الشبكة الوطنية للصحافيين الشباب خريجي الجامعات والمعاهد، فقد ركز على أهمية دعم الصحافيين الشباب وتمكينهم من فضاءات التكوين والتأطير، مؤكدا أن الإعلام المهني هو نتيجة لعملية مستمرة من التكوين والتجربة والانضباط الأخلاقي، باعتبار ذلك أساساً لترسيخ الثقة بين الجمهور والإعلام.
وعرفت المائدة المستديرة تفاعلاإيجابيا، حيث تم الخروج بتوصيات تتعلق بسبل الارتقاء بالممارسة الصحفية، والحد من ظاهرة الأخبار الزائفة، وتعزيز دور الإعلام في التربية على القيم والمواطنة، مع التأكيد على أهمية ترسيخ التربية الإعلامية داخل الوسط التربوي والجامعي.
واختتم اللقاء بكلمة رئيس جمعية كاب طنجة للإعلام والتواصل الأستاذ عبد المغيث مرون، الذي أعرب عن امتنانه للضيوف والحضور، مؤكدا على أن هذا النقاش الذي احتضنته هذه المائدة المستديرة حول الإعلام المغرب، متى التزم بالمهنية والرسالية، قادر على المساهمة في بناء مجتمع المعرفة وترسيخ ثقافة الثقة والمواطنة.
كما شدد على استمرار جمعية كاب طنجة للإعلام والتواصل في دعم كل المبادرات الرامية إلى
