تزامناً مع حلول الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، تشهد مدينة العيون عملية واسعة لتزيين فضاءاتها الحضرية، في إطار الاستعدادات الجارية للاحتفالات بهذه المناسبة الوطنية. وتشمل هذه العملية إنارة الساحات والمحاور الرئيسية وتركيب تجهيزات ضوئية وديكورات احتفالية تعكس رمزية الحدث وأهميته في الذاكرة الوطنية.
ومنذ أيام، ازدانت الشوارع الرئيسية والساحات الكبرى بتشكيلات ضوئية مبهرة وزينة فنية متقنة، تتوزع بين أعمدة الإنارة وأعالي البنايات. كما تزينت مداخل الطرق والمحاور الحيوية بسلاسل من الأنوار التي ترسم رموز المملكة، فيما ترفرف الأعلام الوطنية، مزدانة بالنجمة الخضراء، إلى جانب صور صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.
حيث تكتسب هذه الاحتفالات هذا العام طابعا خاصا، تزامنا مع اعتماد مجلس الأمن الدولي للقرار رقم 2797، الذي يعزز مصداقية مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وذي مصداقية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مما زاد من فرحة الساكنة وتجدد اعتزازها بانتمائها الوطني.
وفي هذا السياق، أوضح رئيس مكتب الإنارة العمومية بجماعة العيون، إبراهيم لفديلي، أن الجماعة أطلقت برنامجا شاملا لتزيين المدينة بأضواء احتفالية حديثة تجمع بين الإبداع الفني واللمسة التراثية. وتشمل هذه العملية تركيب 170 عنصراً من الديكور الضوئي، و29 بنية فنية مضيئة، إلى جانب أقواس ضوئية ومساحات مضاءة فوق أشجار النخيل والمناطق الخضراء، إضافة إلى نظام تحكم حديث يتيح تلوين واجهات المباني بألوان زاهية.
من جانبه، أكد محمد سالم لكحل، الكاتب العام لجمعية “النجاح للتنمية الاجتماعية”، أن الزينة الضوئية التي اكتست بها العيون أضفت جواً من البهجة على ليالي المدينة، معتبراً أن هذا التحول البصري ينسجم مع الفرحة الكبرى بذكرى المسيرة الخضراء والقرار الأممي الأخير.
كما تعرف المدينة دينامية تنموية لافتة تتجسد في تدشين مشاريع جديدة وتحديث أخرى قائمة، في إطار النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية الذي أطلقه جلالة الملك سنة 2015. ويأتي من أبرز هذه المشاريع إعادة تأهيل قصر المؤتمرات بالعيون، الذي بات يشكل فضاءً متجدداً يحتضن أبرز الفعاليات الثقافية والفنية.
وهكذا، تقف العيون اليوم، في ذكرى اليوبيل الذهبي للمسيرة الخضراء، مدينة مضيئة تنبض بالحياة، وشاهدة على مسار تنموي متواصل يعكس قوة الروابط الوطنية وعمق الانتماء والترابط بين أبناء الوطن من شماله إلى جنوبه.