اعتمد الاتحاد الأوروبي، أمس الإثنين 21 أكتوبر، نظامًا إلكترونيًا جديدًا لتقديم طلبات تأشيرة “شنغن”، في خطوة تعكس توجهًا استراتيجيًا نحو الرقمنة وتحديث الخدمات القنصلية، بهدف تسهيل إجراءات السفر وتسريع معالجة الطلبات للمواطنين الراغبين في دخول دول المنطقة.
وبموجب هذا النظام، سيتم الاستغناء نهائيًا عن الملصقات الورقية التي كانت تُوضع داخل جوازات السفر، إذ ستُمنح التأشيرات في صيغة رقمية مؤمنة تُسجَّل مباشرة لدى سلطات الحدود. وبهذا، لن يُطلب من المسافرين بعد اليوم حجز مواعيد في القنصليات أو المرور عبر مكاتب الخدمات الوسيطة.
هذا، وجاء القرار بعد مفاوضات طويلة بين مؤسسات الاتحاد الأوروبي، من بينها البرلمان والمجلس الأوروبي، ركزت على تعزيز كفاءة النظام القنصلي ومواكبة التطور التكنولوجي، بما يضمن شفافية أكبر وأمنًا سيبرانيًا أقوى، مع تقليص فرص التزوير أو الاحتيال.
ومن المرتقب أن يدخل النظام الجديد حيز التنفيذ بعد ثلاثة أسابيع من نشره في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، ليحدث تحولًا جذريًا في مسار إصدار التأشيرات الأوروبية.
حيث سيتيح النظام للمسافرين تقديم طلباتهم إلكترونيًا، وتحميل الوثائق المطلوبة، وتتبع مراحل دراسة ملفاتهم بكل سهولة، ما سيُسهم في تسريع الإجراءات وتخفيف الضغط الإداري على القنصليات.
ويرى خبراء أن هذه الخطوة تكرّس موقع الاتحاد الأوروبي كأحد رواد التحول الرقمي في المجال القنصلي عالميًا، وتجسد حرصه على تسخير التكنولوجيا لخدمة حرية التنقل وتعزيز التواصل الإنساني والاقتصادي بين الشعوب.