أنهت السلطات المحلية بمقاطعة بني مكادة بطنجة، أمس الأحد 24 غشت، حالة الفوضى التي كانت تعيشها شوارع وأزقة “حومة الحداد”، إثر حملة ميدانية لتحرير الأرصفة والممرات من الباعة المتجولين، الذين حولوا المنطقة إلى سوق مفتوح غير منظم.
وقد أشرفت أجهزة السلطة المحلية بالدائرة الحضرية بني مكادة – الجيراري، مدعومة بأعوان السلطة والقوات المساعدة، على تنفيذ العملية، التي شملت إزالة العربات اليدوية والبضائع المعروضة على جوانب الطرق، بينما تولت شاحنات النظافة جمع المتلاشيات والفضلات المتراكمة بفعل الأنشطة العشوائية.
الحملة لاقت ترحيباً واضحاً من السكان، الذين عبروا عن ارتياحهم لهذا التدخل المتأخر، واصفين إياه بـ”الانفراج المنتظر”، بعد معاناة طويلة مع الازدحام، والضوضاء، وتدهور النظافة، خصوصاً على مستوى الشارع الرئيسي الذي ظل شبه مغلق بسبب الباعة.
غير أن سكان الحي شددوا على ضرورة مواكبة هذه الخطوة بإجراءات متابعة صارمة لتفادي عودة الفوضى، مذكّرين بتجارب سابقة لم تُكلّل بالنجاح بسبب غياب الاستمرارية في المراقبة.
في المقابل، عبّر بعض الباعة المتجولين عن استيائهم من الحملة، معتبرين أن احتلالهم للفضاء العام فرضته الظروف الاقتصادية الصعبة، وغياب بدائل حقيقية، خاصة في ظل غلاء المحلات وندرة فرص الشغل.
ورغم أن هذه الحملة ليست الأولى من نوعها، إلا أن السلطات تؤكد أنها تأتي ضمن مخطط شامل لإعادة الانضباط إلى المجال العام بمقاطعة بني مكادة، التي تُعدّ من أكبر المناطق كثافة سكانية بمدينة طنجة، وتعرف نقاطاً سوداء عديدة مشابهة.
هذا، وقد لاحظ السكان بعد التدخل تحسنًا في حركة السير وعودة نوع من الهدوء إلى الحي، لكنهم ظلوا حذرين من تكرار سيناريوهات الماضي، حيث عادة ما تعود الفوضى بمجرد رفع الضغط الأمني.