شهد محيط ميناء طنجة المتوسط، مساء أمس الأحد 03 غشت، تجمعاً احتجاجياً شارك فيه مئات النشطاء المناهضين للتطبيع، استجابةً لنداءات أطلقتها تنسيقيات مدنية، وذلك على خلفية تقارير تحدثت عن عبور سفينة شحن يُشتبه في نقلها معدات عسكرية موجهة إلى إسرائيل عبر الأراضي المغربية.
وسادت المنطقة المطلة على الواجهة البحرية أجواء من التوتر الحذر، في ظل حضور أمني مكثف حال دون تقدم المتظاهرين باتجاه بوابات الميناء. ورغم ذلك، مرت الوقفة دون تسجيل أي احتكاكات أو مواجهات. ورفع المحتجون شعارات تندد بما وصفوه بـ”استغلال البنية التحتية المغربية لتمرير شحنات ذات طابع حربي”، في إشارة إلى السفينة “Maersk Norfolk”، التي أفادت تقارير إعلامية بأنها كانت تحمل قطع غيار تدخل في تصنيع مقاتلات “F-35″، قبل أن تتابع رحلتها إلى ميناء في إسرائيل بعد توقفها في طنجة.
وعلى الرغم من عدم صدور أي بيان رسمي حول طبيعة الحمولة، أثارت الواقعة غضباً شعبياً عبّرت عنه مختلف الأصوات المشاركة في الاحتجاج، مطالبة بوقف استخدام الموانئ المغربية كمنصات عبور في مسارات قد تصب في صالح الاحتلال الإسرائيلي، معتبرين الأمر “انتهاكاً للقيم الوطنية وثوابت السياسة المغربية تجاه القضية الفلسطينية”.
حيث يأتي هذا التحرك الشعبي في سياق تزايد التوتر العام بالمغرب، نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وما خلفه من مآسٍ إنسانية، وارتفاع كبير في أعداد الضحايا المدنيين، في ظل ما يعتبره كثيرون صمتاً دولياً مريباً.
المحتجون أكدوا أن السماح بعبور مثل هذه السفن يتناقض مع الموقف التاريخي والرسمي للمغرب الداعم للحقوق الفلسطينية، ورفضوا ما وصفوه بـ”التبريرات الدبلوماسية أو الاقتصادية” التي قد تُستخدم لتمرير مثل هذه العمليات دون مساءلة.
ويكتسي هذا المطلب رمزية إضافية بالنظر إلى رئاسة العاهل المغربي الملك محمد السادس للجنة القدس، وجهود المملكة المستمرة، عبر وكالة بيت مال القدس، في تقديم الدعم الإنساني للفلسطينيين، بما في ذلك إرسال مساعدات وقوافل إغاثية إلى غزة خلال فترات النزاع.
هذا، وشدد المشاركون على ضرورة تشديد الرقابة على حركة الشحن البحري في الموانئ المغربية، وخاصة تلك المرتبطة بوجهات عسكرية، تفادياً لتحول البلاد إلى معبر غير مباشر لنزاعات خارجية تتعارض مع السيادة الوطنية والمواقف الأخلاقية للمملكة.