في مشهد أعاد النقاش البيئي إلى الواجهة، فوجئ مرتادو شاطئ “طنجة البلايا” أمس الأربعاء 23 يوليوز، بانتشار كميات من النفايات في المياه، يُعتقد أنها تسربت من محيط مارينا طنجة، ما أثار موجة من القلق والاستياء في صفوف المصطافين في حادثة تتناقض بشكل صارخ مع حصول “مارينا طنجة” على شارة “اللواء الأزرق” قبل أسابيع قليلة.
المشهد لم يكن عادياً. نفايات صلبة وسائلة مجهولة المصدر، تطفو على سطح مياه الشاطئ وتبعث بروائح كريهة، في مشهد يضرب عرض الحائط كل الوعود البيئية والشعارات السياحية الوردية. شهادات عيان أجمعت على أن هذه النفايات قد تكون ناتجة عن نشاط بعض المطاعم والمرافق السياحية القريبة من المرفأ، والتي يُفترض أنها خاضعة للمراقبة والمعايير البيئية الصارمة.
اللافت في الأمر أن هذا التلوث يأتي في أعقاب حصول مارينا طنجة على “اللواء الأزرق”، وهو رمز بيئي دولي يفترض أنه يُمنح فقط للمواقع التي تحترم أعلى معايير الجودة البيئية. تناقض صارخ بين ما هو معلن وما هو مشاهد على أرض الواقع، يدفع بالكثيرين للتشكيك في جدية منح مثل هذه الشهادات وفي الرقابة المفروضة على الجهات المعنية.
مصطافون غادروا المكان وهم يجرّون خلفهم خيبة أمل كبيرة، مطالبين بتدخل فوري للسلطات من أجل فتح تحقيق شفاف، وتحديد المسؤوليات، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد من يعبثون بالبيئة تحت غطاء الاستثمار أو السياحة.