أطلقت السلطات المحلية بمدينة طنجة، بتنسيق مع الأجهزة الأمنية والقوات المساعدة، حملة ميدانية واسعة استهدفت حديقة عمومية بمنطقة “الموظفين”، وذلك في إطار جهود ترمي إلى إعادة النظام العام والتصدي لمظاهر التشرد وتعاطي الأطفال للمواد المخدرة، التي أصبحت تُقلق الساكنة.
العملية، التي شملت الفضاء الأخضر المطل على شارع الجيش الملكي، جاءت استجابة لنداءات متكررة من سكان المنطقة وجمعيات مدنية، عبّرت عن استيائها من تدهور أوضاع بعض الحدائق العمومية وتحولها إلى نقاط تجمع لأطفال في وضعية هشاشة، وسط غياب أي تدخل رادع أو دعم اجتماعي ملائم.
ووفق ما أوردته مصادر من عين المكان، تم خلال هذه الحملة توقيف عدد من القاصرين الذين كانوا يترددون على الحديقة بانتظام، حيث سيتم التعامل مع كل حالة على حدة بالتنسيق مع المصالح الاجتماعية المختصة. وأكد شهود عيان أن الفضاء استعاد هدوءه بسرعة بعد انتهاء التدخل الأمني.
وتزامنت هذه الحملة مع انتشار فيديو صادم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يوثق مشاهد لأطفال – من ضمنهم طفلة صغيرة – وهم يتعاطون مادة “السلسيون” داخل الحديقة نفسها، ما أثار موجة غضب واسعة. ومع ذلك، أوضحت مصادر مطلعة أن التدخل لم يكن رد فعل مباشرًا على المقطع، بل يندرج ضمن خطة عمل ميدانية مبرمجة سلفًا تهدف إلى معالجة مظاهر الانحراف في الأماكن العامة.
هذا، وتتصاعد دعوات المجتمع المدني لإرساء استراتيجية وطنية متكاملة تعالج واقع الطفولة في وضعية الشارع، وتجمع بين المقاربة القانونية والاجتماعية، خاصة في ظل القلق من تداعيات هذه الظواهر على النسيج المجتمعي وصورة المغرب، الذي يستعد لاحتضان فعاليات دولية مهمة في المستقبل القريب.