EN FR
القائمة

“لالة العروسة” يستنجد بـ “قسمة ونصيب” للتجديد ويقايض العادات والتقاليد بالفرجة

Author Avatar

Maroc 7

الجمعة 18 أبريل 2025 - 14:33

وصال العجوري: Maroc 7

 

عاد برنامج “لالة العروسة” في موسمه الجديد ليشعل فتيل الجدل، وذلك بعد اتهامه بتخليه عن أصالته ورونقه. فمنذ انطلاقته الأولى، حجز البرنامج مكاناً مميزاَ في قلوب المغاربة، ليس باعتباره مسابقة ترفيهية، بل كمرآة تعكس تنوع الثقافة المغربية وتحتفي بقيم الأسرة والتلاحم بين الزوجين. فإذا كانت “لالة العروسة” قد وُلدت من رحم العادات المغربية الأصيلة، فإنها اليوم تبدو للكثير من المتتبعين وكأنها تبنّت روح البرنامج العربي”قسمة ونصيب”.

 

مؤخرا، ومع عرض حلقاته لاحظ المشاهدون تغيراً واضحاً في التركيبة السردية للبرنامج، إذ يتجلى هذا التحول في التركيز المفرط على اليوميات الشخصية بين الأزواج، حيث تُعرض المشادات بين الأزواج، ويُسلَّط الضوء على الخلافات الصغيرة، وتُضخّم مواقف يمكن أن تحدث في أي بيت مغربي عادي. وهذا ما يجعلنا نلمح بصمة وملامح “قسمة ونصيب” – البرنامج الذي يُبنى على الانفعالات والعلاقات الهشّة. الشيئ الذي عارضه المشاهد، وخلق جدلا كبيرا باعتبار أن هذا التجديد قضى على جوهر البرنامج المتمثل في تقديم محتوى قيّم للأسرة المغربية، التي كانت تعتز من خلال البرنامج بعاداتها وتقاليدها من اللباس التقليدي إلى الطقوس الأصيلة في الأعراس، ومن الأطباق المغربية إلى العبارات التراثية. فقد بدأت كل هذه الأمور بالإختفاء خلف الكواليس، تاركة المجال لمحتوى يميل للفرجة أكثر منه للتثقيف أو الحفاظ على الهوية.

 

الشيئ الثاني لاحظه الجمهور وانتقده كثيرا، هو غياب الحياء عن بعض الفقرات والتصريحات التي لا تليق بطبيعة البرنامج العائلي، والذي يُفترض أن يُشاهَد داخل البيوت المغربية بجميع أفرادها، كباراً وصغاراً. فالكلمات الجريئة، والحوارات الخارجة عن سياق اللباقة، أضفت على البرنامج طابعاً جديداً لا ينسجم مع القيم المحافظة التي لطالما ميزته. فالعادات والتقاليد المغربية، التي كانت تُعرض بكل فخر واعتزاز، أصبحت اليوم مجرّد خلفية تُستخدم لتجميل مشهد درامي، تُسيطر عليه الانفعالات و”البوز”. اللباس التقليدي، الطبخ المغربي، والأغاني التراثية، لم تعد تحتل نفس المكانة، بل أصبحت هامشية وسط زحمة الإثارة المفتعلة.

 

من جهة أخرى، هنالك من وجد أنه صار من الضروري التجديد في الأفكار لمواكبة تطورات الإعلام والذوق العام، فلا يمكن إنكار أن الجمهور المغربي اليوم بات يبحث عن التفاعل الإنساني أكثر من مجرد مسابقات جامدة. فربما هذا التوجه الجديد جاء استجابةً لطلب السوق، ومحاولةً من القائمين على “لالة العروسة” للبقاء في دائرة الضوء في زمن تُلهب فيه المنافسة الرقمية الحواس. كما اعتبرت هذه الطائفة أن إدخال فقرات أكثر حيوية، وإبراز الجانب العفوي من العلاقات الزوجية، يُمكن اعتباره محاولة لإضفاء بعد إنساني على البرنامج، يُقربه من فئات جديدة من الجمهور، خاصة فئة الشباب التي تبحث عن محتوى يُشبهها ويُحاكي واقعها.

 

ختاما، تجدر الإشارة إلى أن “لالة العروسة” يبقى واحداً من أكثر البرامج التلفزيونية ارتباطاً بالوجدان المغربي، ومع كل موسم جديد، يُطرح سؤال التوازن بين التجديد الذي يضمن البقاء، والحفاظ على الأصالة التي منحت البرنامج مكانته. فهنالك من يرى في التحولات الحالية خطوة جريئة نحو التطوير، ومن يعتبرها خروجا عن المسار وابتعاداً عن القيم، فبين التغيير الضروري والتجاوز غير المحسوب، يكمن الخط الرفيع الذي لا يجب على أي برنامج أن يتخطاه.

أضف تعليقك

الأحرف المتبقية - 1000/1000

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية ، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم .