أكدّ سفير جلالة الملك لدى الولايات المتحدة، يوسف العمراني ورئيس البنك الدولي، أجاي بانغا، أمس الخميس 16 ماي، على وضع مجموعة البنك الدولي المغرب في قلب استراتيجياتها وتركيزها في إفريقيا، خاصة بعد مرور أقل من عام على التنظيم الناجح لاجتماعاتها السنوية في مراكش.
ودعا العمراني وبانغا إلى تسريع مسار الشراكة من خلال خارطة طريق مشتركة جديدة تروم تعزيز ودعم وإثراء التعاون الاستثنائي بين المغرب ومؤسسة بريتون وودز.
حيث ذكّر سفير المغرب بالطابع الهيكلي والمتطور لهذه الشراكة، مبرزا أن “الفرص المتاحة، إلى جانب الثقة الراسخة، تعد عاملا حاسما في توطيد إرادتنا المشتركة في إرساء توافق أقوى وأوسع”. مؤكدا على أهمية مواكبة هذه الدينامية الصاعدة من خلال إرساء قنوات تفاعل أكثر طموحا واستهدافا، تضمن انسيابية دائمة في تبادلاتنا على كافة الأصعدة”.
وأضاف أن هيكلة الشراكة التي تتضمنها خارطة الطريق المشتركة “تشكل ضرورة حتمية تساهم في بلورتها رؤيتنا المشتركة والنمو الملحوظ لمشاريع التعاون التي تربطنا بشأن مواضيع مختلفة، لا سيما في المجالات الاستراتيجية وذات الأولوية بالنسبة للمغرب وشركائه الدوليين، من قبيل التعليم والفلاحة والصحة والمياه والطاقة.
كما استعرض سفير المغرب في واشنطن، “الدور الحاسم لعمليات البنك الدولي في نقل المعارف والخبرات، خاصة في مجال التدبير المندمج للمخاطر، والتنمية الدامجة وقضايا المناخ”، وذلك انسجاما مع “المحاور الرئيسية للسياسات الحكومية الرامية إلى تحسين التوازنات الماكرواقتصادية والتنفيذ الفعال لاستراتيجيات التنمية بالمغرب في مختلف القطاعات”. مضيفا أن هذه المقاربة الشمولية تعد ثمرة “رؤية صاغها جلالة الملك على أعلى المستويات، تجعل من البعد الإنساني المنظور الأساسي الذي تتبلور من خلاله كافة الاعتبارات، والتوجهات والاختيارات المتخذة لما فيه مصلحة الوطن”.
وأبرز العمراني أن “مبادرة جلالة الملك من أجل المحيط الأطلسي تعكس هذا الالتزام الذي تطمح المملكة من خلاله إلى النهوض بفضاءات إقليمية تنعم بالازدهار المشترك، حيث يضمن التعاون الفعال والتضامن الصادق تنمية أكثر شمولا وتحقيق الأمن للجميع”.
من جانبه أشاد أجاي بانغا، بحسن تنظيم المغرب للاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، التي انعقدت بمراكش في أكتوبر 2023، كما أشاد أيضا بقيادة جلالة الملك في مجال الإصلاحات الاقتصادية وبناء الصرح المجتمعي، مؤكدا أن المملكة تشكل نموذجا للصمود وتدبير الأزمات، بفضل الإجراءات الحكومية المستهدفة والفعالة.
وأشار إلى أن الأولويات الجديدة للبنك الدولي الخاصة ببلدان الجنوب ستركز أساسا على خمسة قطاعات رئيسية لتوفير فرص العمل، تشمل الكهرباء، والبنيات التحتية، والصحة، والزراعة التجارية، والسياحة.
وأشاد رئيس البنك الدولي بإمكانية توطيد الشراكة مع المغرب، قريبا، في العديد من المجالات ذات الأولوية، بهدف تعزيز إحداث فرص الشغل في القطاع الخاص، وتقوية الرأسمال البشري، ودعم مكافحة التغير المناخي. وإلى جانب هذه الركائز الإستراتيجية، ستركز المؤسسة المالية كذلك على المجالات الأفقية، لاسيما زيادة مشاركة النساء في سوق العمل، والتحول الرقمي.