وصال العجوري – Maroc7
بعد شهر رمضان الكريم يأتي عيد الفطر أو كما يسميه المغاربة “عيد الصغير”، فهو بمثابة جائزة للصائم الذي يفرح بإتمامه عبادة الشهر الكريم، من صيامٍ، وصلاةٍ، وصدقاتٍ على أكمل وجه، وبما يُرضي الله تعالى.
فرحة عيد الفطر تبدأ في المغرب قبل أيام، فعندما تحلّ العشر الأواخر من رمضان تقصد النساء محلات بيع الحلويات لشراء ما يرغبن فيه، وهنالك من النساء من تفضّلن دخول المطبخ معية بناتها لتجهيز حلويات العيد، حيث تبدأ بتجهيز فطائر العيد التقليدية مثل “المسمن” و”البغرير”، بالإضافة إلى المملحات من قبيل “البريوات” التي تزين مائدة إفطار العيد إلى جانب الحلويات وكؤوس الشاي المغربي.
أما في ما يخص ملابس العيد فتنكبّ الأسر المغربية إمّا إلى الأسواق والمحلات التجارية لشراء الملابس، أو إلى الخياط لخياطة أزياء تقليدية من جلابيب، قفاطين ، جبادورات،…، فبقدر ما يكون الإقبال على الأسواق والمحال التجارية شديداً، بقدر ما تصبح محطات القطار والحافلات مكتظة، إذ تشهد وسائل النقل في الأيام الأخيرة من رمضان حركةً نشطة جداً من قبل الذين يسافرون إلى عائلاتهم المقيمة في مدن أخرى لقضاء إجازة العيد معهم.
وفي صباح يوم العيد، يلبس الرجال جلابيبهم ويتوجهون إلى المساجد لأداء صلاة العيد رفقة أولادهم بغية جعلهم يتذوقون طعم الشعائر الدينية، بينما تفضّل النساء البقاء في المنازل لوضع اللمسات الأخيرة على مائدة الإفطار، وتزيين المنزل، وكذا وضع البخور الذي يحمل رمزية مميزة. وبعد الانتهاء من وجبة الفطور، تبدأ فقرة الاتصالات الهاتفية والمباركات فيصير المنزل وكأنه مركز للإتصال، كل يحمل هاتفه ويبارك لأفراد العائلة والأصدقاء والمعارف.
يعتبر عيد الفطر جسرا للانتقال بين نظامين غذائيين مختلفين، حيث يستعيد فيه الناس نشوة تقديم الطعام خلال النهار، فتشمّر الأمهات المغربيات على سواعدهن وتجهزن وجبة الغذاء التي اشتاق لها الجميع وافتقدها في شهر الصيام، حيث يمكن أن تعدّ أطباقا تقليدية مثل: “البسطيلة” أو “السفة” أو الكسكس، أو الدجاد المحمر على حسب تفضيلات كل أسرة.
فبعد وجبة الغذاء تبدأ رحلة الزيارات لإحياء صلة الرحم وتقوية الروابط الأسرية والاجتماعية، فيجتمع أفراد العائلة في منزل الجد والجدة، للاحتفال بهذا اليوم المميز. فالبيوت عشية العيد لا تغلق أبوابها خاصة في الأحياء الشعبية حيث تستمر زيارات الأقارب والجيران والمعارف طيلة اليوم لتبادل التهاني، وفي المساء تفضل بعض الأسر الخروج إلى المنتزهات والحدائق العامة.
ولضمان حصول الفقراء على وسائل الاستمتاع بالعطلة، يلتزم جميع أرباب الأسر، قبل العيد، أي في الأيام الأخيرة من رمضان بالتبرع بالطعام للمحتاجين نيابة عن كل فرد من أفراد الأسرة، وتسمى هذه الصدقة بزكاة الفطر، والغرض من هذه الزكاة هو إطعام المساكين والمحتاجين وزرع الفرحة والسرور في قلوبهم.
تجدر الإشارة إلى أن ما قلناه سابقا لا ينطبق على كل العائلات المغربية، لأن بعض البيوت لها عادات وتقاليد خاصة في هذا اليوم. لكن ما لا اختلاف عليه هي مشاعر الفرح والرضى الذي يحس بها المسلم في ذلك اليوم المبارك السعيد.
1 تعليق