المغرب 7 – الرباط
أكد زعيم جبهة “البوليساريو” الإنفصالية إبراهيم غالي، نهاية الأسبوع المنصرم، عن رغبته في الدخول في “مفاوضات” مع المغرب لإيجاد “حل” لقضية الصحراء المغربية، معترفا في الوقت نفسه، بفارق القوة الشاسع بين ميليشياته وبين القوات المسلحة الملكية، كما أقر بتسلل الإحباط إلى نفوس عناصر الجبهة في ظل عدم وجود تجاوب دولي مع مطالبهم الانفصالية.
و في هذا الإطار، استضافت شبكة الإذاعة والتلفزيون العمومية الإسبانية زعيم الجبهة الانفصالية على هامش المؤتمر السادس عشر لهذه الأخيرة، الذي احتضنته مخيمات تندوف، حيث قال أن “البوليساريو وكل مقاتليها لم يُغلقوا الباب أبدا أمام المفاوضات والحل السياسي والسلمي للصراع”، مضيفا “لسوء الحظ، أعداؤنا ليس لديهم الموقف نفسه”.
واعتبر غالي أن المغرب “يفتقر إلى الإرادة السياسة للتوصل إلى حل عادل ونهائي يحترم القانون الدولي”، علما أن الموقف الرسمي للرباط هو الاستعداد المبدئي للمفاوضات لإيجاد حل سياسي نهائي، لكن ليس مع “البوليساريو” وإنما مع الجزائر، على اعتبار أن هذه الأخيرة، في نظر الدبلوماسية المغربية، ليست صاحبة القرار، بل هي خاضعة لإملاءات جزائرية.
كما انتقد زعيم جبهة البوليساريو موقف الحكومة الإسبانية المُعبر عنه من طرف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في مارس من سنة 2022، حين أعلن دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي المغربي باعتباره الأكثر جدية وواقعية ومصداقية، واصفا الأمر بأنه “الخيانة الثانية للصحراويين بعد ما جرى قبل 50 سنة”، أي عندما انسحبت قواتها من الصحراء ليستردها المغرب.
تجدر الإشارة إلى أن مجلـس الأمـن التابع للأمـم المتحـدة بتاريخ 27 أكتوبـر 2022، قد اعتمد قـرارا جديـدا بشـأن قضية الصحراء المغربية، رحبـت بـه الربـاط بينمـا اكتفـت البوليسـاريو بالإحاطـة علمـا بـه؛ معربـة عـن مؤاخذتهـا للمجلـس وبعـض أعضائـه، أمـا الجزائـر فقـد جـاء رد فعلهـا علـى مرحلتيـن: فـي 27 أكتوبـر، حيث نشـرت وكالـة الأنبـاء الجزائريـة الرسـمية معلومـة بسـيطة بعنـوان “الصحـراء الغربيـة: تمديـد ولايـة مينورسـو لمـدة عـام”.